الجزء الرابع من سورة الكهف مدخل التزكية للجذع المشترك العلمي والأدبي وفق المقرر الجديد لمادة التربية الإسلامية.
عنوان الدرس: الجزء الرابع من سورة الكهف/ عنوان المدخل: التزكية/ الفئة المستهدفة: الجذع المشترك-علمي وأدبي.
التحضير الشامل للشطر الرابع من سورة الكهف
الشطر الرابع يبتدئ من الآية 60 إلى 81.
يقول الله تعالى في سورة الكهف:”وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا (76) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)”.
شرح المفردات:
اتخذ سبيله في البحر : اتخذ طريقه في البحر .
سربا : والسرب هو السرداب يعني أن الماء كان يُشقّ ولا يلتئم .
فلما جاوزا : فلما تعديا ذلك المكان .
لفتاه : لخادمه يوشع بن نون .
نصبا : تعبا ومشقة .
ما كنا نبغ : ما كنا نطلب .
فارتدا على آثارهما قصصا : رجعا متتبعين آثار أقدامهما .
عبدا من عبادنا : الخضر عليه السلام ، وسمي بذلك لاتّشاحه بوِشاح أخضر كما في البخاري .
آتيناه رحمة : قال القرطبي : الرحمة في الآية النبوة .
أحدث لكم منه ذكرا : أخبرك بتفسيره .
شيئا إمرا : شيئا عظيما .
عسرا : صعوبة ومشقة .
غلاما : قال ابن عباس رضي الله عنهما : “كان شابا يقطع الطريق” ، وقال القرطبي : “يفسد في الأرض ، ثم يُقسم لأبويه أنه ما فعل” .
نُكرا : مُنكرا عظيما .
فأبوا : فامتنعوا .
يريد أن ينقض : يكاد ينهار .
غصبا : استلابا بغير حق .
خيرا منه زكاة : صلاحا وتقوى .
أقرب رُحما : رحمة بوالديه وبَرّا بهما .
أشدهما : قوتهما وشدتهما وكمال عقلهما .
استخلاص مضامين الآيات:
-[ 60 – 61 ] عزم موسى عليه السلام وتصميمه على الرحلة من أجل التعلم .
-[ 62 – 63 ] نسيان الحوت كان علامة دالة على مكان لقاء موسى عليه السلام بالخضر .
-[ 64 – 69 ] ثم الاتفاق على موافقة موسى للخضر شريطة الصبر وعدم التعجيل بالسؤال حتى يأتي بالجواب .
-[ 70 – 76 ] اعتراض واستنكار موسى عليه السلام على موقف خرق السفينة وقتل النفس وبناء الجدار التي لم يفهم معناها .
-[ 77 – 81 ] تفسير الخضر لموسى عليه السلام لهذه الأحداث بأمر من الله تعالى بعد نهاية الرحلة وعزمهما على الفراق .
الأحكام والعبر المستفادة من الآيات :
– عدم اغترار المرء بعلمه ، ففوق كل ذي علم عليم .
– التواضع في طلب العلم حتى وإن كان أقل شأنا ، لأهمية العلم وفضله .
– طاعة المتعلم لمعلمه ، والتأدب والتلطف معه ، وعدم الإلحاح على سؤاله ، وانتظار ما يجود به من علم ومعرفة ، والصبر على طلب العلم ، من آداب الطالب الرباني في العلم وتحصيله .
– تَكرار كلمة الصبر دليل على مدى عظم مفتاح هذا المعنى ، للوصول إلى ما ترنوا إليه النفس وتصبوا من مطالب دنيوية وأخروية .
– الرضا والتسليم لقضاء الله لأنه لا يحمل في طياته إلا الخير .
– شمل حفظ الله وعنايته بالذرية غيظ من فيض رحمة الله للصالحين من عباده .
– من الصدق في أعمال البر عدم انتظار الجزاء من الإنسان .
– ضرورة ترتيب الأولويات كارتكاب أخف الضررين تحقيقا للمصلحة .
القيم المستفادة من الآيات :
- الأدب في طلب العلم وتحمل مشاقه .
- التواضع .
- التأني وعدم الاستعجال .
- الصبر .