الجزء الثالث من سورة الكهف مدخل التزكية جذع مشترك علمي وأدبي مقرر التربية الإسلامية الطبعة الأخيرة.
عنوان الدرس: الشطر الثالث من سورة الكهف/ عنوان المدخل: التزكية: الفئة المستهدفة: جذع مشترك علمي وأدبي.
التحضير الشامل للدرس
يبتدئ الشطر الثالث من سورة الكهف من الآية 45 إلى الآية 59.
يقول الله تعالى في سورة الكهف الشطر الثالث:
” وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)” سورة الكهف
شرح المفردات:
هشيما: يابسا متفتتا
تذروه: نفرقه وتنسفه
الباقيات الصالحات: ذكر الله تعالى وعبادته
بارزة:ظاهرة
نغادر: نترك
مشفقين: خائفين مرتجفين لما رأوا من أعمالهم
ويلتنا: هلاكنا
أحصاها: عدها وأثبتها
ففسق عن أمر ربه: حاد عن الطريق المستقيم
عضدا: سندا وعمادا/ أعوانا وأنصارا؛
موبقا: مهلكا/ حاجزا ومانعا
فظنوا: تيقنوا وعلموا
مواقعوها: واقعون فيها لا محالة
صرفنا: بينا ووضحنا
قبلا: أنواعا أو عيانا/ ومواجهة
ليدحضوا به الحق: ليدفعوه ويمنعوه من الانتشار
أكنة: حواجز وموانع لجحودهم وعنادهم
وقرا: صمما وثقلا في السمع
موئلا: ملجأ ومخلصا
لمهلكهم: لهلاكهم
المضامين والمعاني الجزئية للايات:
-[ 45 ] المال والبنون زينتهما في الأرض الفانية ، والعمل الصالح زينته في الجنة الخالدة .
-[ 46 – 48 ] وصف الآيات بعض أهوال يوم القيامة كنسف الجبال ، وإبرازها حالة خوف الجاحدين وهَلعِهم لما أطلعهم الله على ما كسبت أيديهم .
-[ 49 ] تذكير الله تعالى بني آدم بعداء إبليس لهم واستنكاره من اتخاذه وذريته أولياء من دون الله .
-[ 50 – 52 ] خيبة المشركين وخذلانهم من معبوداتهم الباطلة ، وتيقنهم من مُواقعة النار والولوج فيها .
-[ 53 – 54 ] إرشاد الله الناس بكل السبل إلى الهداية رغم كثرة المعرضين عنها بسبب آفة الجدال ، وأَنّ يقينهم في العذاب لا يكون إلا عندما يروا عذاب الدنيا أو الآخرة .
-[ 55 – 56 ] معاندة الكافرين للمرسلين ، ومجازاتهم من الله بصم آذانهم عن اتباع الحق جزاء لهم على إعراضهم .
-[ 57 – 59 ] تأجيل العذاب إلى يوم الحساب رحمة من العزيز الوهّاب ، وبيانه أن الهلاك في الدنيا لا يكون إلا للظلمة من عباده .
المعنى الاجمالي للآيات
1 – مثل الحياة الدنيا : المال والبنون جمالٌ ومتعة للناس في هذه الحياة الدنيا ولكنْ لا دوامٍ لشيءٍ منها. وقد بين الله تعالى ما هو الباقي فقال: {والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} ، فإن الاعمال الصالحةَ التي تنفع الناس، وطاعة الله خيرٌ عند الله يُجزل ثوابها، وخير املٍ يتعلّق به الانسان.
2 – تسيير الجبال والحشر وعرض صحائف الأعمال يوم القيامة : يخبر الله تعالى عن أهوال القيامة وما فيها من الأمور العظام ،وتغير معالم الأرض والحشر، والعدل المطلق في رصيد أعمال الناس جميعا بكتب وصحائف شاملة، يتبين منها أن أساس النجاة: هو اتباع ما أمر به الدين، وترك ما نهى عنه.
3 – قصة السجود لآدم عليه السلام : تنبيه لبني آدم على عداوة إبليس لهم، ولأبيهم من قبلهم، وتقريع لمن اتبعه منهم، وخالف خالقه ومولاه
4 – بيان القرآن ومهمة الرسل وظلم المعرض عن الإيمان وسبب تأخير العذاب لموعد معين : بيان كثرة الأمثال في القرآن لمن تدبر فيها،لكن الكفار لا يتركون المجادلة الباطلة، فهددهم تعالى على عدم الإيمان متسائلا: هل هناك مانع يمنعهم من الإيمان إلا نزول عذاب الاستئصال، أو مجيئه عيانا؟ وأبان أن مهمة الرسل هي تبشير المؤمنين بالجنان وإنذار العصاة بالنار، وأوضح أن أشد الناس ظلما هو المعرض عن هداية القرآن، ولله الفضل العظيم في تأخير العقاب عن الناس، وتخصيصه بموعد، لا يتجاوزه، لعلهم يثوبون إلى رشدهم.
الدروس والعبر الستفادة من الشطر الثالث:
← المال والبنون حرث الدنيا، والأعمال الصالحة حرث الآخرة.
←على المسلم أن يؤثر ما يبقى على ما يفنى، وأن يعمل صالحا ليوم الحساب.
←سجل الأعمال شامل ودقيق ولا يملك صاحبه تفلتا ولا هربا، ولا يظلم الله أحدا.
←تلبية دواعي المعصية بمثابة اتخاذ إبليس وذريته أولياء.
←القرآن ليس للتسلية بل للعظة والادكار.
←الانسان كثير المجادلة والمخاصمة والمعارضة للحق بالباطل إلا من هداه الله.
←من رحمة الله بالناس تأخير العذاب حتى يراجع العاصي نفسه.
←إهلاك الظالمين سنة الله التي لا تتخلف.