غزوتا بدر وأحد الدروس والعبر مدخل الاقتداء جذع مشترك علمي وأدبي

غزوتا بدر وأحد الدروس والعبر مدخل الاقتداء جذع مشترك علمي وأدبي مقرر التربية الإسلامية الجديد الطبعة الأخيرة.

الملخص الشامل للدرس من أجل الاستعداد الجيد لدرسكم.

عنوان الدرس: غزوتا بدر وأحد الدروس والعبر/ مدخل الاقتداء/ جذع مشترك علمي وأدبي.

نصوص الانطلاق:

قال تعالى :”ولقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124)بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) “. سورة آل عمران الآيات 123-126.

قال تعالى:” وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)” سورة آل عمران الآية 152.

توثيق النصوص: التعريف بسورة آل عمران

سورة آل عمران: هي سورة مدنية من السور الطوال وعدد آياتها 200 آية وهي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف الشريف ، نزلت بعد سورة “الأنفال”. سميت السورة بـ”آل عمران” لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة ” آل عمران ” والد مريم أم عيسى عليه السلام وما تجلى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم البتول وابنها عيسى عليهما السلام . وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين هما : الأول : ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا ، والثاني : التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله.

القاموس اللغوي:

ببدر : بدر اسم رجل وسمي المكان به لأنه كان له فيه ماء وهو الآن قرية تبعد عن المدينة النبويّة بنحو من مائة وخمسين ميلاً اي155 كيلو متر تقريبا .
وأنتم أذلة :الذليل :الضعيف والمهان ووسموا بذلك في الاية لقلة عَدَدهم وعُدَتهمْ .
ألن يكفيكم : الاستفهام انكاري أي ينكرعدم الكفاية : ومعنى يكفيكم يسد حاجتكم
من فورهم هذا : أي من وَجْهِهمِ في وقتهم هذا .
مسومين : معلمين بعلامات تعرفونهم بها .
إلا بشرى لكم : البشرى : الخبر السار الذي يتهلل له الوجه بالبشر والطلاقة .
ولتطمئن به قلوبكم : اطمئنان القلوب سكونها وذهاب الخوف والقلق عنها .
صدقكم الله وعده : أنجزكم ما وعدكم على لسان رسوله بقوله للرماة اثبتوا اماكنكم فإنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم .
بإذنه : بإذنه لكم في قتالهم وبإعانته لكم على ذلك .

مضامين النصوص:

1-بيان شروط النصر التي توفرت لدى المسلمين للنصر في غزوة بدر والمتمثلة في التقوى والصبر.

2-بيان الآية الكريمة سبب الهزيمة في غزوة أحد وذلك بمخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

التحليل:

المحور الأول: التعريف بغزوة بدر وأحد:

1-التعريف بغزوة بدر:

غزوة بدر:
هي اول غزوة في الاسلام وقعت في السابع عشر من رمضان، في السنة الثانية للهجرة، (624م) وسُمّيت في القرآن بيوم الفرقان ـ أي اليوم الذي فرق فيه الله بين الحقّ والباطل وتسمى كذلك بدر الكبرى وبدر القتال، وقعت بين المسلمين وكفار مكة(قريش) وكان عددُ المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس.

2-التعريف بغزوة أحد:

اتفقت كتب السيرة على أنها كانت في شوال من السنة الثالثة الهجرية ، واختلفوا في اليوم الذي وقعت فيه. وأشهر الأقوال أنه السبت ، للنصف من شوال، ووقعت في ذي الحنيفة قرب جبل احد، المسلمين وكفار مكة(قريش) كانت قوات المسلمين 700 رجل منهم 50 فارس وكانت قوات قريش 3000 رجل منهم 200 فارس.

المحور الثاني: أسباب غزوة بدر وأحد ونتائجهما:

1-أسباب غزوة بدر وأحد:

⇐أسباب غزة بدر الكبرى:

لقد كان من أبرز أسباب غزوة بدر استفزازات المشركين للمسلمين، ولذلك أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُضعف من قوة قريش، بالتعرض لطريق تجارتهم بين مكة والشام. ففي الثامن من رمضان للعام الثاني الهجري (624م) بلغه من العيون الذين بثَّهم أن قافلة كبيرة لقريش مقبلة من الشام بصحبة أبي سُفيان زعيم قريش، فاستشار أصحابه في مصادرتها، فوافقوا، وخرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من أصحابه للاستيلاء على القافلة. وعَلم أبو سفيان بهذا التحرك، فتمكّن من الإفلات، وأرسل إلى أهل مكة بالخبر، فخرجوا من ديارهم غاضبين في نحو ألف رجل. فالتقى الفريقان على ماء يقال له بدر ووقعت المعركة.

⇐أسباب غزة أحد:

اتفقت كتب السيرة على أن السبب الرئيس وراء غزوة أحد أن قريشاً أرادت أن تنتقم لقتلاها في بدر، وتستعيد مكانتها التي تزعزعت بين العرب بعد هزيمتها في بدر. أما من بين الأسباب الأخرى الهامة التي يمكن استنتاجها من مجريات الأحداث ، فهي أن قريشاً تريد أن تضع حدا لتهديد المسلمين طرق تجارتهم إلى الشام ، والقضاء على المسلمين قبل أن يصبحوا قوة تهدد وجودهم..

2-نتائج غزوة بدر وأحد:

⇐نتائج غزوة بدر الكبرى:

لقد حقق المسلمون في غزوة بدر الكبرى انتصارا عظيما على المشركين ويمكن إجمال ذلك في الاتي:

-انتصار المسلمين على المشركين وإعلاء شأن الإسلام، وقويت شوكة المسلمين وأصبحوا مرهوبين في المدينة وما جاورها .

-قتل سبعين من المشركين وأسر سبعين اخرين، وحازوا غنائم كثيرة. وكان فداءُ الأسرى بالمال أو بتعليم أبناء المسلمين القراءة والكتابة. وأُطلق سراح من ليس له مال وكان أميًا. واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً.

-أنها تركت في نفوس أهل مكة المشركين أحزانًا وآلامًا شديدة بسبب هزيمتهم ومن فُقدوا أو أُسروا مثلما حصل لأبي لهب الذي أصيب بالعلة ومات، وأبي سفيان الذي فقد أحد أبنائه وأُسر له آخر. كما أَن النصر المبين قد أبان حقيقة ما في نفوس اليهود والمنافقين والمشركين في المدينة من حقد وتآمر ضد محمد وأَصحابه.

⇐نتائج غزوة أحد:

لقد تعرض المسلمون في غزوة أحد لهزيمة مفاجئة بعد أن كانوا منتصرين، ونتج عن هذه الغزوة النتائج التالية:

-انهزام المسلمين في هذه الغزوة.

-استشهاد 70 من الصحابة الكرام.

-هذه الغزوة كشفت مجموعة من المنافقين الذين كانوا مندسين بين المسلمين. 

-استغلال اليهود لهزيمة المسلمين لنشر الفتن، والخلافات في المدينة، كما أنّ العديد من قبائل البدو حول المدينة ظنّوا أنّ بإمكانهم الإغارة على المسملين، كون ميزان القوة اختلف الآن، وضعفت شوكة المسملين.

المحور الثالث: الدروس والعبر المستفادة من غزوة بدر وأحد:

1-الدروس والعبر المستفادة من غزة بدر:

-لفت نظر المسلمين إلى أوجه القصور الأخلاقي الذي ما زالوا عليه، ليسعوا في إصلاح نفوسهم.

– أن النصر من عند الله حتى لا يغتروا بأنفسهم.
-وقننت للمسلمين مبادئ وأسس الغنائم، وبينت لهم بعض قوانين الحرب والسلم التي تقوم على الأخلاق والمثل العليا، وقررت لهم بنودًا من قوانين الدولة الإسلامية التي تقيم الفرق بين المسلمين الذين يسكنون داخل حدودها، والذين يسكنون خارجها
– استشارة أهل التقوى من أهل العلم بالدين وأهل الخبرة في أمور الدنيا
– علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الصحابة
– النصر من عند الله العزيز الحكيم
– علو منزلة أهل بدر على غيرهم من الصحابة وروى البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه -وكان أبوه من أهل بدر- قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال: من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة). البخاري
– الاهتمام بالعلم غاية إسلامية سامية.

2-الدروس والعبر المستفادة من غزوة أحد:

– أن حكمة الله وسنته في رسله، وأتباعهم، جرت بأن يُدالوا مرّة، ويُدال عليهم أُخرى، لكن تكون لهم العاقبة، فإنهم لوا انتصروا دائماً، دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يميز الصادق من غيره، ولو انتُصِر عليهم دائماً لم يحصل المقصود من البعثة والرسالة، فاقتضت حكمة الله أن جمع لهم بين الأمرين ليتميز من يتبعهم ويطيعهم للحق، وما جاؤوا به، ممن يتبعهم على الظهور والغلبة خاصة. وبالثالي يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب
– حب الصحابة الشديد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد ظهر ذلك بصورة عملية، حينما حاصر المشركون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن معه، وخلال هذا الموقف العصيب سارع المسلمون إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم — وأقاموا حوله سياجاً بأجسادهم وسلاحهم، وبالغوا في الدفاع عنه.
– . إن إعداد العدة والعدد مطلبا شرعيا، إلا أن النصر والهزيمة لا يتوقفان عليهما، فبالمعاصي تدور الدوائر، فقد فاضت أرواح في تلك الغزوة بسبب معصية، ومحيت حضارات كثيرة بسبب الذنوب والمعاصي ..
– إيثار الدنيا على الآخرة يُفقد الأمة عون الله ونصره وتأييده.
– إشاعة قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيه تنبيه المسلمين إلى الحقيقة التي ينبغي أن يوطنوا أنفسهم عليها، وهي قول الله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ”إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ”الزمر:30. فلا يرتدوا على أعقابهم أو يضعفوا ويتراجعوا، إذا وجدوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد اختفى من بينهم، أو تُوفي أو قتِل ولقد بان أثر هذه الحكمة يوم وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفعل، فكانت هذه الشائعة في يوم هي التي أيقظت المسلمين ونبهتهم، فودعوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقلوبهم الحزينة، ثم رجعوا إلى الأمانة التي تركها لهم فقاموا بها أقوياء أشداء..
– إن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغياناً وركوناً إلى العاجلة ، وذلك مرض يعوقها عن جدها في سيرها إلى الله والآخرة ، فإذا أراد الله بها الرحمة والكرامة قيض لها من الابتلاء ما فيه دواء وشفاء لذلك المرض.
– تقرير مبدأ الشورى، إذ استشار أصحابه في قتال المشركين خارج المدينة أوداخلها وأخذ برأي الأغلبية
– الآثار السيئة لتقديم الرأي على قولِ الرَّسُولِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-،إذ كان من عوامل الهزيمة إصرار الصحابة على رأيهم في القتال خارج المدينة، في الوقت الذي كان الرسول يرى عدم الخروج.

This Post Has One Comment

  1. youness

    Thank you

اترك تعليقاً